نظم «رواد الغد»- برنامج المنح الدراسية التابع لمبادرة «الشراكة الأميركية الشرق أوسطية- (MEPI TL)» في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU، بالتعاون مع السفارة التونسية في بيروت ندوة بعنوان «مشاركة المرأة في صنع القرار في العالم العربي، التجربتان التونسية واللبنانية» في حرم الجامعة في بيروت. حضر الندوة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سفير تونس بوراوي الإمام، رئيس جامعة LAU الدكتور ميشال معوض ونائبة رئيس الجامعة لشؤون الطلاب الدكتورة آليز سالم، إضافة الى ممثلين عن السفارتين وأركان الجامعة وطلاب وطالبات البرنامج وحشد من المهتمين.
تميّز افتتاح الندوة بمشاركة رئيسة الحكومة التونسية الدكتورة نجلاء بودن (أول امراة تتولى منصب رئاسة مجلس الوزراء في العالم العربي)، من خلال بث كلمة مسجلة لها شكرت خلالها «جامعة LAU ورواد الغد- برنامج المنح الدراسية على اهتمامهما بملف المرأة العربية». وأعربت عن سعادتها «بالتحدث عن دور المرأة في صناعة القرار»، مشيرة الى «أهمية رفع الحواجز النفسية والقيود المجتمعية والتشريعية لإيلاء المرأة التونسية والعربية المكانة التي تستحق». وعرضت بودن لما وصفته «بالدور الرائد للمرأة» في بلادها و»النضال الطويل الذي خاضته لتحقيق ذاتها في مواجهة السياسات البطريركية».
وتوقفت عند «الخطوات الضرورية لتحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة»، وتطرقت الى «حرص رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد على تعزيز مكانة المرأة ودورها في جميع المجالات».
وقالت: «ان تونس كانت رائدة في المساواة الجندرية وما تختبره اليوم هو نتيجة هذا الدور الرائد للمرأة التونسية ورغبتها في تحقيق المزيد». وحضّت المجتمع الدولي على «مضاعفة الجهود وتفعيل كل الآليات المناهضة لأشكال العنف والتمييز ضد النساء وصولاً الى تحقيق المساواة الجندرية على الصعد كافة».
معوض
وكانت الندوة قد استهلت بتقديم وترحيب للمديرة التنفيذية لبرنامج «رواد الغد- برنامج المنح الدراسية في LAU» دينا عبد الرحمن، وتلاها رئيس الجامعة ميشال معوض مبرزاً أهمية «ان تستضيف الجامعة هذه الندوة عن وضع المرأة في تونس ولبنان ومدى رمزية هذا الأمر في قيام جامعة LAU وفحوى رسالتها الإنسانية والأكاديمية منذ العام 1835 عندما وصلت مؤسسة الجامعة سارة سميث الى بيروت بهاجس بناء مؤسسة تعمل للمساواة الجندرية من خلال تعليم المرأة وتثقيفها».
ورأى أن سميث «كانت تدرك مدى اهمية استغلال كل طاقات المجتمع من خلال تمكين المرأة وتعزيز دورها وهي التي تشكل نصف المجتمع وهذا ما كان هدف الجامعة على مر السنين، وجزءا اساسيا من هويتها الثقافية التاريخية». واعتبر أن أحد أسباب تخبّط عالمنا العربي هو تراجع دور المرأة، وان حقوق المرأة والمساواة الجندرية امام القانون هي اساس كل مجتمع وتتلازم بشكل اساسي مع التنمية في العالم».
وشكر معوض رئيسة الوزراء التونسية لأنها «حطمت حاجزاً كبيراً بوصولها الى هذا المنصب القيادي المتقدم في بلادها»، وتمنى «أن يساهم هذا النجاح في نشر مفهوم المساواة الجندرية في كل العالم العربي وان يشكل مدخلا الى المزيد من التطور في هذا الجزء من العالم». وخَص رئيس الجامعة بالشكر «مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية من خلال رواد الغد (MEPI TL)- برنامج المنح الدراسية على الجهود المبذولة في هذا المضمار».
السفير تونسي
وتحدث سفير تونس عن تجربة المرأة التونسية والأثر الذي تركته ثورة 2010 في تونس «والتحولات الديموقراطية التي اتاحت الفرصة للمرأة التونسية لمزيد من التقدم، ما تجلى في وجود تسع وزيرات في مجلس الوزراء التونسي». وأعرب عن تفاؤله بقدرات بلاده وتطور مجتمعها «نحو مزيد من الديموقراطية والعدالة والمساواة»، مشددا على «التشابه ما بين تونس ولبنان في مجالات عدة». من دون ان ينسى الاشادة بالمرأة اللبنانية «التي تستحق دورا اكبر، وهذا ما يحتاج الى العمل المستمر والدؤوب لخلق جيل يؤمن بالمساواة ويعمل على تعزيز دور المرأة في صناعة القرار».
السفيرة الأميركية
ثم تحدثت السفيرة الأميركية شاكرة القائمين على رواد الغد (MEPI TL)- برنامج المنح الدراسية «وجهودهم والتحديات التي يواجهونها». ورأت أن «لبنان ليس الدولة الوحيدة التي تواجه مشكلات وأن الولايات المتحدة الأميركية تقف الى جانبه وتدعمه بأشكال عدة، منها دعم تعليم الطلاب والطالبات من خلال MEPI والوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID». واعتبرت ان «هؤلاء الشبان والشابات سيغيرون العالم». واشارت السفيرة شيا الى «اهمية زيادة مشاركة المرأة في الحوكمة وادارة الشؤون العامة»، وأكدت «الشراكة مع كل من يعمل للبنان مستقل ومزدهر ومستقر».
محاضرات
ثم كانت سلسلة محاضرات ادارتها الدكتورة لينا كريدية المديرة الأكاديمية لرواد الغد - برنامج المنح الدراسية- تخصص الجندر، تطرقت الأولى منها الى «عدالة الجندرة وأهمية مشاركة المرأة السياسية» وقدمتها مستشارة الاسكوا الاقليمية للمساواة الجندرية منال منشي. وقدمت الخبيرة التونسية الدولية في شؤون الجندرة وسياسات التنمية المستدامة منية براهم محاضرة عن التجربة التونسية والدروس المستقاة منها، لجهة تمكين المرأة وتطوير مساهمتها في ادارة الشأن العام. وعن التجربة اللبنانية واهمية نظام الكوتا النسائية كانت كلمة لرئيسة والشريكة المؤسسة لجمعية (fifty-fifty ) جويل بو فرحات. كما كانت كلمة للمديرة التنفيذية لـ«المعهد العربي للمرأة» ميريم صفير عن الحراك والمطالبة بالمزيد من المشاركة للمرأة اللبنانية في الحياة السياسية. وكان لعدد من الطلاب والطالبات من البرنامج مداخلات عن اوضاع المرأة العربية والتحديات التي تعترض مسيرتها مع التركيز على النجاحات والايجابيات التي تحققها بنضالها، وتلت المحاضرات مناقشة بين الحضور وحوارات من اجواء الندوة.